الولاء للارتقاء
الولاء كلمة قليلة الحروف كبيرة المعنى، ثقيلة الوزن المعياري الثمين،لايعرفها إلا شخص يعرف ويقدر قيمة الوطن، وقيمة السمع والطاعة لولي الأمر فيما يرضي الله عز وجل، وقبل ذلك كله يعرف قيمة وأصول الدين، حيث إن حب الوطن والإخلاص لولي الأمر من أوجب الواجبات على الإنسان المسلم الحق، لايموت المسلم إلا وفي عنقه بيعة؛والإسلام دائمًا يحث على السمع والطاعة، والإخلاص في العمل، وأدائه بإتقان، والحفاظ على كل مامن شأنه الزيادة والمحافظة على وحدة الأمة والوطن، بهدف التماسك والقوة؛ كي نقف سدا منيعا في وجه العدو، حتى لايستبيح وطننا، ويستغل ثرواتنا.
نحن في المملكة العربية السعودية
قد أنعم الله علينا بنعم كثيرة، من شأنها أن تزيد الولاء لهذه الارض المباركة التي تحوي الحرمين الشريفين، ومن هذه النعم أن الحرمين تقع بهذه الدولة حفظها الله، ويقصدها المسلمون في الحج والعمرة، ويتجهون إليها في صلاتهم، ومنها أيضا أنها البلد الوحيد الذي يحكِّم شرع الله، ومنها أيضا أن حكامها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز، يرحمه الله إلى عهدنا الزاهر، في ظل حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، أفراد الأسرة المالكة كافة هم أنفسهم متدينون ، ويعتزون بذلك. وهذا مما يزيد التلاحم بينهم، وبين كافة الشعب والمسلمين عموما .أضف إلى ذلك الأمن الذي يتمتع به هذا البلد، قال الله تعالى:{الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}، وهذا من فضل الله عز وجل أولاً، ثم حرص ولاة الأمر على توطيد الأمن في ربوع البلاد، زد على ذلك ما أنعم الله به على هذه البلاد من خيرات اقتصادية متنوعة،ساهمت في نمو وتطور ورقي البلاد، وجعلها في مقدمة دول العالم المتحضرالأول.وهناك العديد من النعم والمزايا، ولكن ماذكرناه على سبيل المثال لا الحصر، وعلينا أولا شكر لله على هذه النعم، وثانيا تربية النشء بدأً من حضن الأُسرة، وتربية أبنائها تربية صحيحة، تعزز فيهم حب الدين، وحب الوطن، وحب ولاة الأمر، والوقوف معهم بإخلاص في كل الأحوال.
الوطن يعتبر الخيمة التي نستظل تحتها، والسفينة التي نعبر بها خضم البحار والمحيطات قاطبةً، وسلال غذائنا، فلنحافظ على مصدر قوتنا ورفعتنا؛ لنستمر في العيش بحياة كريمة، تعيننا على أداء واجباتنا تجاه ديننا ووطننا وولاة أمرنا،ونربي جيلا صالحا راشدا، ونورثه بلدا عزيزا شامخا يعتز ويفتخر كل من يعيش على أرضه دائما أو مؤقتاً.
فعليك أخي المواطن، أخي المقيم إستحضار قدسية المكان، ومايجب عليك تجاهه وتجاه حكامه؛ لتعينهم على خدمة الإسلام والمسلمين سواء بجهدك البدني، أو بقولك أو بقلمك أو إلتزامك بانظمته وقوانينه أو نيتك الخالصة بالدعاء والمحبة والتوفيق لهذا البلد، وكل من خدم ويخدم هذه البلاد المباركة، حكومة وشعبا، مواطنين ومقيمين.
سائلين المولى عز وجل أن يحفظ هذه البلاد، وسائر بلاد المسلمين .