الاحتفاء بيوم العزة والكرامة 86

 جميع دول العالم تحسب الف حساب  وتقدر ذلك اليوم الذي كتب لها الله فيه التأسيس والتكوين والاستقلال  ومن ثم الانطلاق ومملكتنا هي احدى دول العالم

 وذات حضارة وارث عريق  وتحتفي فرحا بيومها الوطني الذي تأسست فيه وارسى دعائمها الملك عبد العزيز يرحمه الله وحافظ عليه ابناؤه من بعده رحم الله من مات وحفظ الله من بقي.

والتعبير عن الفرحة في هذا اليوم ليس بالعبث والاذى والتخريب وانما بشكر الله المنعم المتفضل.

نعم نحن ولله الحمد في بلد الحرمين الشريفين وبقيادة الملك سلمان يحفظه الله ومساعديه المحمدين  نحس بالامان المادي والمعنوي وهذا والله حقيقة وليس تزلفا.

وعندما يمر علينا هذا اليوم  سنويا يفترض ان الجميع حكومة وشعبا مستعدين للتعبير عن فرحتهم باستعراض الانجازات لهذا الوطن الغالي والفعاليات التي تكرس وتعبر عن الوعي الحقيقي بما تم لنا من كل شئ في كافة المجالات فقد تقدمت وقفزت الدولة رعاها الله قفزات نوعية في شتى المجالات ، التعليمية والتقنية والسياسية والادارية والصناعية  والمهنية والعسكرية  والمواقف المشرفة التي وقفتها الدولة للدفاع عن الدين والوطن و مع اخواننا من العرب والمسلمين عموما ووووو الخ..

وان يكون للجهات المعنية وضع برامج لذلك ولايمنع ان يكون فيه استقطاب للشباب والمبدعين والمخترعين ورعاية مواهبهم واختراعاتهم بمزايا اكثر من الايام العادية

والتشجيع على تقديم  افكار للمشاريع التنموية من الطلاب وشباب وشابات الاعمال وشغلهم بما ينفعهم  ليصبح يوما يمتد بأثره لأيام من العطاء والانتاج واستعراض منجزات الوطن الغالي .

وبهذا نحمي مقدرات الوطن. واموال المواطنين وضياعها في بعض الامور التي قد تسئ الى بلدنا اكثر من النفع. وكلنا يرى امتهان الأعلام في الشوارع  وعلى المركبات وبها كلمة التوحيد.

آن الأوان ان نكون اكثر وعيا وادراكا لواقعنا ومن حولنا وان نحتفل بالانجازات ونعرف بها بشئ من العملية والواقعية والبساطة دون هدر المال والوقت والجهد وان يستشعر الكتاب والادباء والشعراء  وجميع افراد المجتمع مسؤوليتهم ويخلدون كل ما سبق باطلاق العنان لافكارهم وكلماتهم بكل ما يستطيعون .

وبهذا نكون مثالا يحتذى على مستوى العالم المتقدم والمتحضر ولما لا ونحن امة لها ارث ديني وثقافي لايعادله ارث  وحضارة سادة كل الحضارات.

والله ولي التوفيق

 كتبه  الدكتور حمد البشري الحربي

في يوم الخميس  ١٤٣٧/١٢/٢١

الموافق ٢٠١٦/٩/٢٢

 

سلمان يرسم خارطة العالم باتقان

 

كثير من الزعماء في العالم حكموا فترة من الزمن  للبلدان التي قدر لهم الله حكمها ايا كان هذا الحكم اسلام او غيره,ولكن قليل منهم وقليل جدا من يحدث تغييرا مميزا قد يكون ايجابيا وقد يكون عكس ذلك  ويحدث جديدا في صفحات التاريخ ويسطر انجازاته بحروف من ذهب على قالب من حجر لاتتأثر بعوامل التعرية ولاتتغير بل تزيد بريقا ولمعانا كما تقادمت ومرت عليها عقود وقرونا كثيرة.

فمثلا سليمان عليه السلام وذو القرنين وبختنصر  وفرعون والنجاشي ومحمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ومعاوية رضي الله عنهم والحجاج  وعبد الرحمن الداخل وهتلر  وسليمان القانوني والملك عبد العزيز آل سعود الذي وحد شعوبا وقبائل  ينظر لها باستحالة التوحد تحت راية واحدة حيث كانت قبائل شتى متباعدة في الاماكن ومختلفة العادات والتقاليد….

وحدها لتكون مملكة متماسكة في نسيجها لتكون ابدع مايكون.

وجاء ابناؤه من بعده تباعا الملك سعود والملك فيصل الذي احدث تغييرا ايجابيا على المستوى المحلي والعربي والاسلامي والعالمي  ولايزال يذك ويشكر ومن ثم الملك خالد الذي بدأت تنطلق في عهده أنذاك افاق التنمية لتمتد لعهد الملك فهد الذي انجز في عهد العديد من مرافق التنمية على كافة المستويات وتم التعامل مع العديد من التهديدات والمخاطر ثم يستلم مقاليد الحكم الملك عبد الله  رحمهم الله جميعا, ويتم التركيز على الجوانب الاقتصادية وتنشأ المدن الاقتصادية والتوسع في الجامعات…

الى ان استلم الراية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز ليتقدم الى القيادة ويمتطي صهوتها وهي اشبه ماتكون بسفينة في بحر هائج والامواج تتقاذفها, يأتي وهو محمل بخبرة حكم اكثر من خمسين عام قضاها حاكما للرياض العاصمة ومصاحبا لابيه واخوته الملوك من قبله.

 وبدأ بتغيير البوصلة ورسم خريطة جديدة للدولة وطريقة ادارتها والايمان الجازم بضخ الدماء الجديدة والشابة فيها من الجيل الثاني للأسرة المالكة وهنا لنا وقفة تأمل عند هذه المرحلة.

وهي ان العالم كله كان يراهن على حدوث المشاكل والصراعات في السعودية بعد الملك عبد الله يرحمه الله وفي مقدمتهم دول الغرب الا انه  عندما نام الناس في عهد الملك عبد الله ليلهم ذاك وصحوا في عهد الملك سلمان وكأن شيئا لم يحصل سوى الحزن الذي خيم على الجميع لفقد رجل عزيز على الوطن واهله. ومن ثم بدأت مرحلة التخطيط المدروس للتغيير والتطوير والحفاظ على هذا الكيان الغالي والرقي به الى اعلى المستويات.

بدأت مرحلة ضخ الدماء الشابة استعادة المكانة للدولة السعودية محليا وعربيا واسلاميا وعالميا ووضعت الخطط لقطع ايادي المفسدين والوقوف في مسار التيارات الهدامة وفي مقدمتها المجوس واتباعهم ومن والاهم وبدأت القرارات الحازمة مع الوزراء والمسؤولين  المقصرين والغير منتجين ليبدأ الكل يفكر في المنصب ومتطلباته وانه مسؤولية وأمانة ومساءلة من المجتمع والمسؤول فمن لايخدم فليسترح ويترك غيره يتقدم ولاوراثة في المنصب والوظيفة مماترك اثرا ايجابيا لكل مجد ومجتهد ممكن بسهولة يصل لاعلى المراتب وهذا يفجر الطاقات  ويزيد من الابداع لدى معظم العاملين ليتنافسوا في الابداع في تقديم الخدمات للمواطنين وهذا بحد ذاته انجاز رائعا لأن فيه تغيير لنمط التفكير التقليدي.

وبدأت مرحلة البناء الجديدة للدولة  وفقا لرؤية المملكة 2030 الشاملة وانطلق خادم الحرمين والمحمدين  العضيدين نحو الهدف يحثون المطايا ويسارعون الخطى غير آبهين بالصعوبات

بالرغم من أن ظروف المنطقة السياسية والأمنية والاقتصادية في معظم الدول العربية والدول الأخرى  ظروف غير جيدة ، إلا أنه كان موفقا يحفظه الله في حلحلة تلك التحديات التي تواجه السعودية والمنطقة، فقد كان حاضرًا في الغرب والشرق ولم يهمل الشمال ولا الجنوب ولم يسمح للخطر بان يستفحل  و بحث عن مصالح المملكة العربية السعودية في كل مكان من العالم، تقابل وواجه  كبار قادة العالم بكل ثقة واعتزاز ونظر  ودرس الاقتصاد السعودي جيدا مستعينًا  بالله ثم برجال الاقتصاد والتخطيط  على كافة المستويات محليًّا وعالميًّا، ليرسم للدولة خريطة  طريق اقتصادية وفق رؤية سعودية ، ويعطي اشارة الانطلاقة لخطة التحول الوطني بكل ثقة، وانجزت أعمال تحتاج لعقود  من الزمن  فواجه العديد من الجوانب وسن و اعتمد لها التشريعات المناسبة بعد دراستها  من قبل المختصين

 وسنرى بإذن الله- قريبا  بوادر نتائج التحول الوطني تنعكس على الموطنين بشكل إيجابي. وإن تلك  الخطوات والقرارات  لم تبن على أنها حلول مؤقتة، إنما حلول بعيدة المدى  مستفادا من  ما حدث في كثير من دول العالم مثل سنغافورا وماليزيا وتركياوكوريا الجنوبية وغيرها من الدول التي تضاعف ناتجها المحلي عشرات المرات خلال سنوات، بفضل تبني رؤية مناسبة لكل بلد من تلك البلدان تناسب مقوماتها ومقدراتها.

طبعا هذا الحراك والتطور لن يريح الاعداء والحاسدين والحاقدين ابدا ولن يصمت أعداء السعودية عن التشكيك ومحاربة هذا التوجه الذي كانت السعودية بحاجه له منذ زمن بعيد   والزمن كفيل بفضح الاعداء تباعا  ، وكلنا شاهدنا وسمعنا وقرأنا انبهار  العالم أجمع بهذا التوجه والفكر، “ومع هذا سيكون التحدي الأكبر نحو تحقيق اهداف تلك الرؤية هو قدرت الكفاءات التي تعمل على تنفيذها في كل قطاعات الدولة، ومدى استيعابهم لمتطلبات التحول الوطني، الذي يتطلب جهدًا كبير يغير من سلوك المجتمع اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وفكريًا وعلميًا ليتحول التبذير إلى تدبير.. والسطحية إلى عمق والجدال إلى توافق والجهل إلى معرفة  “.

والسبيل الى ذلك من خلال  تطبيق قيم ديننا الحنيف في حياتنا اليومية قولا وعملا  من خلال التعامل بالصدق والرحمة والنظام والأمانة والعمل والاحترام لكي يكون كل انسان  مجموعة من القيم واسلام يمشي على الارض.

الفكر اهم من المال والرغبة الصادقة والطموح تشعل الفكر وكلها لدينا ولله الحمد والتكامل بين الدول العربية والاسلامية والتعاون بينهم عموما وبين كافة افراد المجتمع  يجعلنا في غنى عن الغرب في كثير من الامور او على الاقل يجعلنا في مكان القوي  ونقايضهم بالمثل وتبادل المصالح والمنافع ونحمي حقوقنا لاننا في عالم وزمن لايتورع الا عن القوي ونحن ولله الحمد اقوياء بالله ثم بديننا ورجالنا  ومالنا وعلمنا ومصادرنا التنموية ومراكزنا الاستراتيجية.

فلا نهزم انفسنا بالاحباط  والتشاؤم  والتطرف ولامكان بيننا لمن يحمل هذا الفكر, نحن طموحون وننظر الى القمة واذا وصلنا اليها نتربع ولا احد يزيحنا ونعمل  للبقاء الى ما شاء الله ونعيد النظر فيما بنينا وخططنا لنتطور ونتفاعل مع كل جديد ومفيد فليكن كل منا ناصح قوي أمين في مكانه الذي قدر له ان يخدم فيه  ويقدم شيئا من الوفاء لهذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية بقيادة ملك الحزم  سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله ونائبيه.

                 والله من وراء القصد والهادي الى سواء السبيل

بقلم الدكتور/ حمد حمدان البشري الحربي

‏الثلاثاء‏، 4 ذو الحجة‏  1437

‏09‏/06‏/2016م