يُعتبَر الأمن الغاية التي سعت إليها الحضارات، والأُمَم على مرّ العصور، وهي أيضاً الغاية التي تسعى إليها المُجتمعات، والحضارات الإنسانيّة المُعاصِرة، كما أنَّ مُختلف الشرائع السماويّة حثَّت على وجود الأمن؛ باعتباره ضماناً للتطوُّر، واستمراريّة المُجتمعات والبشرية.
وعندما نقف على الأحداث الإرهابية التي حدثت في محافظة الزلفي مؤخرا، وتصدى لها رجال أمننا الأبطال يعطينا مؤشرا قويا، ودليلا واضحا على أن المجتمع، حكومة وشعبا، يرفضون كافة أنواع العبث بأمن الوطن، بأي صورة كانت، وثبت بما لايدع مجالا للشك أن أمن الوطن خط أحمر، لايسمح لأحد أن يتجاوزه، ومن دلائل ومؤشرات الولاء والانتماء أن المواطن ( حكومة وشعبا) لايسمح بالمساس بأمن الوطن، لامن بعيد ولامن قريب، مهما كان الأمر ، فموضوع الوطن والأمن لايدخل في دائرة النقاش مطلقا.
ونحن لانستغرب سرعة المحاسبة لمثل هؤلاء العابثين ومحاسبتهم بصورة لم نشهدها سابقا، حيث إن هذه السرعة مطلوبة، ولامجال للانتظار، فمحاسبة من تثبت إدانته فورا مطلب ورادع لكل من تسول له نفسه العبث والفساد والإفساد في هذا البلد الأمين.
نعود لصلب الموضوع، ونقول إنه عندما يُحاسب المقصرون، ويُقتص من المذنبين، ويُردع المتجاوزون، وتؤخذ الحقوق وترد لأصحابها، تبرأ ذمة ولي الأمر. ويسود الرضا، ويتحقق العدل، ويتم تسريع عجلة التنمية,( أن الله تعالى ليَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن)
وإن مارأيناه من تعامل رجال أمننا البواسل – ضباطا وأفرادا – في حادثة الزلفي، وماقبلها لشئ يثلج الصدر ،ونسأل الله ان يشفي المصاب منهم، ويرحم من مات، ويجعله من الشهداء.
بالتأكيد هناك شريحة لاترغب في هذا المسار، وتراه تعديا عليها، ومانعا لها من تحقيق رغباتها الشخصية، فستحاول جاهدةالوقوف ضده بأي طريقة كانت، ونحن نعلم علم اليقين أن الأعداء عندما فشلوا في إيقاع الفتنة بين أبناء المملكة وحكومتهم ، أخذوا يجرون الغاوين، والجهلة، والمنحرفين دينيا إلى صفوفهم؛ ليستعملوهم مطايا، يحققون من خلالهم مآربهم الدنيئة. ولكن بفضل الله هناك قلة قليلة جاهلة وضالة ومنحرفة، انجرفت معهم،تنبهت وتصدت لها حكومة الحزم والعزم بالردع الشرعي المناسب؛ لكي يتم وأد الفتنة في مهدها، ومن جانب آخر رفضها المجتمع بأطيافه كافة . ونحن جميعا مشاريع استشهاد دون الدين والوطن، نحن جميعا(حكومة وشعبًا) لافرق بيننا، ونقول: لعدونا ستموت غيضا وكمدا، ولم ولن تتحقق مآربك- باذن الله – في شبر من أرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، يحفظها الله؛ لأننا نعتبر الأمن بكافّة أشكاله (الركيزة الأولى التي يقوم عليها استقرار المجتمع ونماؤه).
ونحن نحمد الله على مانحن فيه من أمن وأمان، وتطبيق لشرع الله عز وجل الذي لا يوجد مثيل له في تسيير أمور البشر ية مطلقا( نعم، وهل يحسن الاختيار للناس أفضل من خالقهم؟؟.
وقبل الختام، نشكر رجال أمننا فردا فردا على التضحيات التي يقدمونها؛ دفاعا عن الدين والوطن، ونشكرك ولاة أمرنا على تفاعلهم مع الحدث، والوقوف ميدانيا عليه، وزيارة الأبطال في المستشفى، وميدان العمل، حيث رأينا أمير الرياض، ووزير الداخلية في مقدمة الصف، حفظهم الله ورعاهم، وهم بلاشك يمثلون خادم الحرمين، وولي عهده الأمين، ونُسر أيضا بكل بما تقدمه الحكومة مكافأة لهؤلاء المدافعين عن وطنهم بدمائهم، إزاء تضحياتهم، ونشارك ذويهم فرحا حزنا؟ فنحن نحس بهم) لأنهم إخوانُنا وابناؤنا.
وختاما نتطلع إلى أن تبذل الجهات المسؤولة عن الإعلام مزيدًا من التثقيف، ورفع الوعي لدى المجتمع، وتقديم المزيد من البرامج والفعاليت التي تزيد وتعمق الولاء والانتماء لدى شرائح المجتمع كافة، من خلال إتاحة الفرصة لكافة الأفراد الإيجابيين والفاعلين والمؤثرين في المجتمع، وتوجيه المجتمع توجيها صحيحا في في ظل الدين، وتعزيز الوطنية الحقة.
نسأل الله عز وجل التوفيق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم والعزم وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ،ولكل أخوانه وأعوانه، وأن يسدد رأيهم، ويوحد جهودهم، ويحفظ بلادنا آمنة مستقرة، وجميع بلاد المسلمين.
بقلم المستشار الدكتور/ حمد بن حمدان البشري
أمين عام جائزة آل نصاح للتميز العلمي والثقافي
عضو منتدى الولاء والانتماء
الخميس ، شعبان 20، 1440
الخميس، نيسان -ابريل- 25، 2019